المجرم الذي لم يُصلب

قد أتى عيد الفصح ومضى، فبعضنا يتذكره وبعضنا نسيه. كثيرون احتفلوا به، ولكثيرين ايضا، كان مجرد إجازة عادية. سنة بعد سنة، يأتينا العيد ويفارقنا كزائر خجول، لا يتكلم ولا ينفعل.

منذ ألفي سنة، أتى عيد الفصح أيضا على اليهود في أورشليم. لكن في تلك السنة، كان عيدا غير إعتيادي لكثيرين في أورشليم وضواحيها. إذ في ذلك العيد رُفِع الرب يسوع على الصليب، حمل الله الذي يرفع خطية العالم.

كان ذلك العيد أيضا غريبا. وغير عادي لرجل يدعى باراباس. هو المجرم القاتل الذي كان في السجن ينتظر أن يسّمر فوق صليب روماني. كان يرجف في زنزانة وهو يتوقع ذلك اليوم المشؤوم، إذ سبق لباراباس أن رأى عشرات المجرمين قبله يتلوون من الآلام فوق تلك الصلبان الرومانية. قد أتى الوقت، وها الجندي الروماني يفتح باب الزنزانة ليقتاده للجلد ثم للصلب.

لكن، ولدهشة باراباس، ها الجندي يقول له: هيا إذهب، أنت حر... قد أطلقك بيلاطس حرا بمناسبة العيد... لم يصدّق أذنيه. ذهب سريعا خارج السجن، وكأنه في حلم. إن باراباس هو المجرم الذي فاته الصليب.

ترى ما الذي دار في فكر باراباس، وهو يمشي بين الجموع المحتشدة حول الصليب. هل نظر الى يسوع؟ هل فكّر في نفسه قائلا: هذا الرجل صُلِب بدلا عني. ماذا فعل باراباس في تلك الليلة الرهيبة؟ هل رأى يد الله الحنونة التي رفعت عنه آلام الصليب، أم رأى فرصة اخرى ليكمل حياته بالشر والإجرام والقتل؟ هل التقت عينا باراباس بعيني يسوع؟ هل إستهزأ به قائلا: إن كنت إبن الله، فأنزل عن الصليب...

لا ندري. لكن نعلم شيئا يقينا. لم يكن بين باراباس والموت على الصليب إلا ساعات قليلة... لكن الرب يسوع أخذ مكان باراباس. إن باراباس ليس هو المجرم الوحيد الذي فاته الصليب. بل أنا وأنت أيضا... إذ الجميع قد أخطاء وأعوزهم مجد الله.

فأنا وأنت أيضا فاتنا الصليب... قال الرب يسوع: لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. إن دعوة الرب يسوع لك هي دعوة حب لا دعوة دينونة، فبالرغم من كوننا مملوئين خطية أمام قداسة الله، إلا أنه أحبنا حتى أنه بذل إبنه الوحيد، حبيبه يسوع، كي يحمل هو خطايانا ودينونتنا.

لكن صليب المسيح لا يفيدك شيئا إن لم تؤمن به... نحن نعلم أن الرب أعطى باراباس فرصة جديدة للتوبة وهو على قيد شعرة من الصليب، لكن لا نعلم ماذا حدث لباراباس بعد ذلك. هل آمن بالرب واعترف بخطاياه ونال الغفران والحياة الأبدية، أم عاد أيضا الى حياته السابقة ؟

لا نعلم. لكن نعلم أن باراباس هو المجرم الذي فاته الصليب. وأنا وأنت أيضا فاتنا الصليب. والسؤال المهم هل إستفدت من صليب المسيح؟ اليوم هو يوم خلاص، اليوم تستطيع أن تتأكد من حصولك على الحياة الأبدية. إنها دعوة محبة الرب لك، فهل تُقبِل اليه بالإيمان؟

Back

رجوع الى الصفحة الرئيسية